
عبد الله المكاوي // جريدة أحداث الساعة 24.
في أجواء روحانية مفعمة بالذكر والمديح، تنطلق فعاليات الموسم السنوي للزوايا الرجراجية لسنة 1448 هـ / 2025 م، ابتداءً من يوم الخميس 10 أبريل 2025. هذا الحدث الديني والثقافي العريق يجمع بين أصالة التقاليد الصوفية المغربية وعراقة التراث الروحي الذي ترسخه هذه الزوايا على مر العصور.
الموسم، الذي تنظمه مؤسسة نقيب زوايا ركراكة بالمغرب، يتضمن برنامجًا حافلًا يمتد على مدار أسابيع، متنقلًا بين مختلف الزوايا الرجراجية. يبتدئ الحدث بجلسات الذكر والتلاوة، يليها الترحال الروحي عبر مختلف المحطات المقررة، حيث يستقبل أهل كل زاوية الوفود بالترحيب والضيافة، في أجواء تعبق بنفحات التصوف المغربي.
الطقوس المرافقة لهذا الموسم تحافظ على الطابع التقليدي المتوارث، حيث يتميز كل مقام بخصوصياته الروحية، من حلقات الذكر إلى تقديم الذبائح وإقامة المجالس العلمية التي تعيد إحياء تاريخ الزاوية ورموزها الصوفية. كما يشكل الموسم فرصة للتواصل بين مريدي الطرق الصوفية، وإحياء روابط المحبة والإخاء التي تميز هذا التقليد السنوي.
يحظى الموسم باهتمام واسع من مختلف الفئات، سواء من الزوار الباحثين عن الروحانية، أو المهتمين بالتراث الصوفي، فضلًا عن الأكاديميين الذين يجدون في هذه التظاهرة مناسبة لدراسة دور الزوايا في حفظ الهوية الدينية والثقافية للمغرب. ومما يضفي على الحدث طابعًا خاصًا، المشاركة الفعالة لمؤسسة نقيب زوايا ركراكة بالمغرب، التي تحرص على أن يظل الموسم وفيًا لتقاليده العريقة، مع إعطائه أبعادًا حديثة تواكب تطورات العصر.
وسط مظاهر الفروسية التقليدية والعروض التراثية، يشكل الموسم أيضًا محطة لإبراز الموروث الثقافي المحلي، من خلال استعراضات التبوريدة، واللباس التقليدي، والموسيقى الروحية التي تملأ الأرجاء بإيقاعات تمتزج فيها روح التصوف بعمق الهوية المغربية. إنها لحظة تعكس استمرار الإرث الصوفي في المملكة، ومدى تشبث الأجيال المتعاقبة بتقاليده الراسخة.
يختتم الموسم بجلسات دعاء وابتهال، حيث يجتمع الحاضرون في أجواء من الخشوع والتضرع، مستحضرين القيم الصوفية التي تدعو إلى المحبة والسلام والتسامح. ويبقى موسم الزوايا الرجراجية موعدًا سنويًا تتجدد فيه الذاكرة الجماعية، ويُكرّس فيه الإرث الروحي كجزء أصيل من النسيج الديني والثقافي المغربي.
زر الذهاب إلى الأعلى