الثقافيةالرئيسية

وجهة نظر الحركة الامازيغية والدعوة لإعادة كتابة تاريخ المغرب

وجهة نظر
الحركة الامازيغية والدعوة لإعادة كتابة تاريخ المغرب
بازغ لحسن //جريدة احداث الساعة 24

استأثر مطلب إعادة كتابة تاريخ المغرب باهتمام كبير من طرف المهتمين والمنشغلين بالحقل الثقافي الامازيغي ببلادنا’في الآونة الأخيرة وهو حدث مهم يأتي ونحن نقف على أعتاب مرحلة تاريخية مهمة’وحاسمة.انتصبت فيها كثير من الأسئلة عن الهوية والتاريخ .هده الحاجة الملحة ستساعد بلا شك في رايى في إزالة الغبار عن جزء من كياننا التاريخي الذي طاله التحريف والتزييف حيث ظل خاضعا لغاية توجيهية هدفها الأول خدمة مجال رمزي مخالف للحقيقة السوسيوتاريخية للمغاربة .فالمتأمل اليوم للخطاب التاريخي الرسمي يرى انه يهدف بالدرجة الأولى إلى إبراز الشخصية العربية بالمغرب ويغيب الشخصية المغربية الامازيغية ’بل ويسعى إلى طمس حقائق تاريخية ترتبط بالخصوصيات الحضارية للمغرب مع حذف المرحلة ماقبل الإسلامية ’أو إظهار الوجود الحضاري للفينيقيين والرومان بشمال ايفريقيا قبل الإسلام واعتبار انه بداية تاريخ المغرب الحقيقي هو وصول العرب الفاتحين للمنطقة
وحتى في المجال التعليمي والدي تعتبر فيه مادة التاريخ البوابة الرئيسية التي من خلالها تتم عملية بناء نظرة الطفل إلى ذاته وماضيه والتي ينبغي أن تهيىء بكيفية موضوعية ومركزة ليتعرف من خلالها على ثراته الحضاري والثقافي وهويته وكيانه وبالتالي ليشعر بالمسؤولية لاحترامه والمحافظة عليه’نجد مع الأسف هدا الطفل يعيش حالة اغتراب مستمر عن ذاته بسبب ماتقدمه إليه هده الدروس التاريخية من حضارة غير حضارته وثقافة غير ثقافته زيادة عن جهله كل شيء عن أجداده الامازيغ بل وجعله إنسانا مفصولا عن أرضه وتربته السو سيولوجية .ومرد دلك إلى أن كل الدين كتبوا تاريخ المغرب غيبوا البعد الامازيغي واعتبروا أن كل الإبداعات والابتكارات التي شاهدتها منطقة شمال ايفريقيا آتية من الخارج ’فمن منا لايتدكر المقررات التعليمية السابقة عن الامازيغ والتي تصفهم بأنهم عبارة عن قبائل همج يسكنون الكهوف والمغاوير ويلبسون جلود الحيوانات . هدا الدرس الذي كنا نحفظه عن ظهر قلب ولازلنا يلخص بشكل كاريكاتوري مئات السنين من تاريخ الامازيغ .وحتى في المقرر الجديد وفي الدرس الأول الذي يلتقي به التلميذ نجده يتعرف على السكن بدون ذكر أي شيء يشير إلى حقيقة المغرب مما جعل الدرس لم يحقق الأهداف المتوخاة من تدريسه ليتضح أن كل المعطيات تؤكد هزالة وضعف حضور التاريخ المغربي الحقيقي ضمن البرامج الدراسية مقابل هيمنة تاريخ الغير.

لدا فإننا ندعو مع الحركة الامازيغية الى المطالبة بإعادة كتابة تاريخ المغرب باعتباره مطلبا موضوعيا ومشروعا مرتبطا بوجود وعي تاريخي لدى الامازيغ وحتى حركة تيضاف –اليقظة-أدركت هدا جيدا فرفعت في وقت سابق شعار لا لاهانة الامازيغ في المقررات الدراسية’كما رفعت دعوى قضائية ضد وزارة التربية الوطنية للمطالبة بإنصاف أطفال الشعب المغربي وانقادهم من غرس التاريخ المزور’على حد قولها. والاستاد محمد شفيق سبق ان اعط ىمقترحات وتصور لكيفية إعادة كتابة هدا التاريخ . فبدل التاريخ للعرق يقترح التاريخ للأرض ’ ارض شمال ايفريقيا مند أن سكنها الإنسان أول مرة كما يدعو إلى اعتبار اللغة الامازيغية –لغة الهوية التاريخية بشمال ايفريقيا –عنصرا أساسيا في فهم هدا التاريخ .كل هدا ليتعرف المتعلمون على مقومات هويتهم المغربية وتراث أجدادهم وتنشئتهم على حب وطنهم والاعتزاز بأمجاده والانغراس في التربية المغربية من اجل تكوين شخصية مغربية متوازنة مع تغيير الصورة السلبية المقدمة عن الامازيغ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى