الحوادثالرئيسيةالسياسية

مجزرة جديدة تهزّ مخيمات تندوف: رصاص الجيش الجزائري يحصد أرواح المدنيين.

جريدة احداث الساعة 24 // ع:خ

استفاقت ساكنة مخيمات تندوف صباح اليوم، الأربعاء 9 أبريل 2025، على وقع مجزرة مروعة خلفت مقتل مدني وإصابة تسعة آخرين، بينهم ثلاثة في حالة حرجة، بعدما فتحت دورية تابعة للجيش الجزائري النار بشكل مباشر قرب دائرة العركوب بمخيم الداخلة. الضحية الذي لقي مصرعه يُدعى سيد أحمد بلالي، كان رفقة مجموعة من المنقبين التقليديين عن الذهب حين باغتتهم القوات الجزائرية وأطلقت النار باتجاههم، مما أدى إلى مطاردتهم لمسافات طويلة امتدت حتى محيط الدائرة السكنية.

تسلسل الأحداث يعيد إلى الأذهان مشاهد العنف السابقة التي عرفتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، حيث سبق أن أقدمت عناصر من الجيش الجزائري على إحراق ستة منقبين سنة 2022، كما استهدفت طائرة مسيرة قافلة من سيارات المدنيين خلال صيف 2024. الهجوم الأخير لم يكن استثناءً، بل جاء ليؤكد تصاعد منسوب العنف ضد سكان المخيمات، وخصوصاً أولئك الذين يحاولون الانخراط في أنشطة معيشية بسيطة خارج رقابة البوليساريو.

المثير للقلق أن العملية وقعت في نطاق لا يتجاوز خمسة كيلومترات من المخيمات، ما يشكل خرقاً واضحاً للاتفاق السابق بين جبهة البوليساريو والسلطات الجزائرية، والقاضي بعدم استعمال القوة العسكرية قرب المناطق السكنية. الحادث فجّر حالة من الغضب داخل المخيم، وأدى إلى اندلاع مناوشات مباشرة بين السكان الغاضبين ووحدات من الجيش الجزائري، في مشهد يعكس الاحتقان المتصاعد، وفقدان الثقة في المؤسسات القائمة على ضبط الوضع داخل المخيمات.

الضحايا ليسوا مجرد أرقام، بل هم وجوه منسية في معاناة متواصلة، يعيشها سكان تندوف في صمت وقهر. في ظل غياب أي محاسبة، يتكرّر المشهد ذاته: رصاص، دماء، وصمت رسمي، في انتظار مجزرة جديدة قد لا تكون الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى