الرئيسيةالوطنية

يناير 1944: يوم ارتفع فيه صوت الحرية بالمغرب.

يناير 1944: يوم ارتفع فيه صوت الحرية بالمغرب.

مصطفى الورضي// جريدة أحداث الساعة 24.
رغم تعاقب الأزمان وتوالي الأحداث، هناك لحظات تبقى خالدة في ذاكرة الشعوب، لحظات تمتزج فيها المقاومة بالإرادة والآمال بالمواقف البطولية. ومن بين هذه اللحظات التاريخية الفارقة في مسيرة المغرب نحو الحرية والاستقلال، يبرز يوم 11 يناير 1944، اليوم الذي شهد إعلان “وثيقة المطالبة بالاستقلال”، إحدى أبرز المحطات النضالية التي خطّت معالم مغرب حديث، حر ومستقل.
في ظل احتلال ثقيل ومحاولات طمس الهوية المغربية، جاء هذا الحدث ليعلن للعالم أن الشعب المغربي لا يساوم على حريته، وأن نضاله ضد الاستعمار الفرنسي لم يكن إلا تمهيدًا لمسار طويل من الكفاح المستمر. وقع هذه الوثيقة مجموعة من الوطنيين المغاربة الذين آمنوا بحتمية الاستقلال ووحدة الأمة تحت قيادة السلطان الراحل محمد الخامس، الذي لعب دورًا محوريًا في تعزيز روح النضال الوطني وتوحيد الصفوف خلف المطالب المشروعة للشعب.
لم تكن “وثيقة المطالبة بالاستقلال” مجرد إعلان سياسي، بل كانت صرخة شعبية تعبّر عن إرادة أمة بأكملها في استعادة سيادتها وكرامتها. كما أنها مثّلت خطوة جريئة نحو ترسيخ فكرة الاستقلال الكامل عن أي وصاية أجنبية، ما جعلها رمزًا خالدًا يعكس شجاعة المغاربة وإصرارهم على نيل حريتهم مهما كان الثمن.
اليوم، وبعد مرور عقود على هذا الحدث العظيم، ما زال يوم 11 يناير يحتفظ برمزيته الكبيرة في وجدان المغاربة، ويشكّل فرصة لاستحضار معاني التضحية والوحدة الوطنية، كما يذكّر الأجيال الصاعدة بأن الاستقلال لم يكن هدية مجانية، بل ثمرة كفاح مرير ضد قوى استعمارية حاولت لسنوات طمس الهوية الوطنية.
ختامًا، يبقى 11 يناير شاهدًا حيًا على أن الشعوب التي تؤمن بحقها في الحياة الكريمة قادرة دائمًا على كسر قيود الظلم وفتح أبواب المستقبل بكل شجاعة وإرادة.
“لأن الحرية لم تكن يومًا أمنية، بل كانت دومًا خيارًا ومصيرًا.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى