لكن حزب الله، الذي يحتضر اليوم، لم يرحم أحدًا في حياته السياسية، ليس فقط لبنان وسوريا من دفعا الثمن، بل حتى المغرب كان ضحية لمؤامراته. حينما اختار نصر الله وحزبه أن يكون أداة في يد النظام العسكري الجزائري تحت مظلة إيران، قام بتسليح البوليساريو بطائرات مسيرة إيرانية لضرب استقرار المغرب. و هذا ليس كلامي، بل كلام المندوب الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، و كلام وزير الخارجية المغربي و السلطات المغربية التي قدمت لأعضاء مجلس الأمن كل الدلائل و الحجج لكن كما هو الحال دائمًا، وعي المغرب وتعاونه مع شركائه الدوليين جعلته يحبط هذه المحاولات البائسة. حزب الله الآن يواجه النهاية التي صنعها بيده بعدما صنع دولة داخل الدولة، و عطل مصلحة بلده و شعبه،و فضل الولاء لإيران و أجندتها على بلاده و أضعف الجيش اللبناني و استصغره ، حيث لا يشفع له لا حلفاؤه ولا أفعاله أي مغربي يشعر بالحزن لوفاة هذا الشخص، أو يدافع عن حزبه، أو يخرج في تظاهرات دعماً له، فإنه في الواقع يعادي بلاده ووحدتها الترابية من حيث لا يدري. هذا الحزب لم يكن يومًا صديقًا للمغرب، بل تحالف مع أعدائه وسعى لزعزعة استقراره بدعم البوليساريو الإرهابي. الدفاع عن حزب كهذا هو خيانة للقضية الوطنية، حتى لو كان ذلك بحسن نية أو جهلٍ بالتاريخ القذر الذي خلفه في النهاية، علينا أن ندرك أن الولاء لبلدنا المغرب يجب أن يكون فوق كل اعتبار، و أي محاولة للدفاع عن حزب نصر الله هي في جوهرها مساس بالوحدة الترابية للمغرب وبأمنه القومي. الرحمة للمتوفى نعم، ولكن التمسك بمصالح وطننا هو الأهم.