تحتل أهداف ومرامي التربية البدنية والرياضية حيزا مهما ضمن الأهداف الأخرى التي تسعى إلى تحقيقها العملية التربوية والتعليمية ككل .حيث تربي في المتعلم الجرأة والثقة في النفس والصبر على تحمل المشاق وتساعده على النمو المتكامل من النواحي العقلية والجسمية وتجعله مواطنا ايجابيا مساهما في بناء وطنه ومجتمعه وتطويرهما ،وفي هذا السياق نص الميثاق الوطني للتربية والتكوين في دعامته الثانية عشرة على ضرورة إنعاش الأنشطة الرياضية والتربية البدنية المدرسية والجامعية والأنشطة الموازية وجعلها إلزامية في جميع أسلاك التعليم .
الاانه على الرغم مما يبذله المدرسون والمؤطرون من مجهودات جبارة لتحقيق هذه الأهداف فان واقع الممارسة يكشف عن جملة من المعيقات والعراقيل تحول دون تحقيق هده المرامي النبيلة المتوخاة من هده المادة .فبالنسبة للابتدائي مثلا هناك غياب الشروط الأساسية واللازمة لإجراء حصص التربية البدنية ،هناك بعض المؤسسات تفتقر إلى التجهيزات ووسائل العمل لتدريس هده المادة ،فالملاعب إما غير صالحة آو منعدمة تماما ساحات مليئة بالأشجار آو عبارة عن مرتفعات مليئة بالأحجار .انعدام قاعات المستودعات حيث يعمد التلاميذ بخوضها بملابسهم العادية ،انعدام الماء أحيانا ،كل هده المشاكل من غياب البنيات التحتية الرياضية المدرسية بالمدارس تجعل التلاميذ يحرمون من مادة أساسية لها دورها التربوي ،وهنا نطرح السؤال التالي والذي يتطلب نفسا وروحا رياضية عالية للإجابة عنه وهو أين تصرف أموال الجمعيات الرياضية المدرسية ؟
إذا علمنا أن الانخراط السنوي في هذه الجمعيات إجباريا ،فهده الإمكانيات المادية وحدها تستطيع توفير التجهيزات اللازمة والفضاءات والبنيات التحتية التي من شانها أن تجعل من التربية البدنية بالمدارس الابتدائية مجالا حيويا وحصة تمارس على مستوى الواقع ولما لاتستطيع حتى احذاث مركبات رياضية تستغلها المؤسسات التعليمية .
