الثقافيةالرئيسية

ملف للنقاش : تدريس اللغة الامازيغية الى اين ؟

ملف للنقاش : تدريس اللغة الامازيغية الى اين ؟

اعداد وانجاز :بازغ لحسن/ /جريدة احداث الساعة 24
مواكبة لإدماج اللغة الامازيغية في المنظومة التعليمية مع ما صاحب هذه التجربة من نقاش حول دخولها السنة السابعة عشرة ،سنفتح هذه الصفحة في وجه الاساتذة الذين يدرسون هذه المادة لاغناء الموضوع بأفكارهم وللتعبير عن الصعوبات التي تواجههم كما سنستضيف فاعلين مشهود لهم بالتعاطي مع الملف وذلك لتعميق النقاش والتداول حول هذا الورش الكبير.

نزهة بنعتابو استاذة مكونة في اللغة الأمازيغية باحثة في الثرات اللامادي الامازيغي ناشطة جمعوية وطنيا ودوليا.‎


ابتدأ الموسم الدراسي 2020/2021 مع الجائحة التي ضربت العالم “فيروس كورونا” والتي اتخذت فيها جميع الدول كل الاحترازات لمقاومتها …فعلى سبيل المثال ميدان التربية والتعليم قامت الوزارات بخلق بيداغوجي التعليم عن قرب .للأسف استفادت منه الفئة المحضوضة اما الباقي نظرا لنقص التجهيزات وفقر اطفال البوادي والمدارس لكن رغم كل هذا انتهى بنتائج لم تصل الانتظارات المرغوبة.
على اي بدأنا موسما جديدا بفتح ملف تدريس اللغة الأمازيغية نظرا الانتكاسة التي عاشتها ولا زالت تعيشها رغم الإطار العام الذي بنيت عليه منذ خطاب أجدير 2001 والدستورا لمعدل 2011
ترى ماهو الوضع الحالي منذ 2015 وجائحة كورونا ؟ماذا حققنا من مكتسبات بيداغوجية لإنصافها في منظومة التربية التعليم والتكوين؟
دون اجترار ماقيل ودون مسبقا فالانطلاقة كانت تبشر بالخير منذ تسيير الوزير الوفا الوزارة الوصية حيت من جملة المخططات الوصول الى 1000.000تلميذ من اللغة الأمازيغية وتوسيع تعليمها …تكوينات المدرسين والمفتشين ومدراء المؤسسات …تخصيص غلاف زمني ضمن المواد الاخرى …دعم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالكتب المدرسية والدعائم البيداغوجية …تكوين الأساتذة المكونين …المدرسين ..والمفتشين ….تشجيع الباحثين…
كل هذا كان سائرا بشكل ايجابي …كما ساهمت جمعيات المجتمع المدني في اشعاع اللغة والثقافة الأمازيغية
لكن منذ 2015 تغير الوضع من كان وراء تراجع هذا المشروع التربوي الاجتماعي ؟؟؟؟
تدريس ناقص ..غياب التأطير …تعويض الأمازيغية بمواد لا فائدة لها للمتعلمين ..إسناد المدرسين بل رفض تدريسها وإلحاح على مواد اخرى ….رغم ان التلاميذ سايروها ناطقين وغير ناطقين نظرا لسهولة الحرف
على كل حال انتكاسة أخرى مع جائحة كورونا وتمشيا مع التنظيمات لتفادي ضياع التلاميذ من التمدرس خصص التعليم عن بعد تفاديا للبؤر الوبائية ولكن هل الوزارة هيأت لهذا الوضع جميع الاجراءات لإنصاف التلاميذ ؟ هنا ظهر الخلل؟كيف سيستفيد الفقراء وأطفال البوادي من هذا الجديد الببداغوجي التكنولوجي في ظل غياب أدنى شروط التعلم ؟ ماذا هيأت الوزارة لإنقاذ التعليم وأعادت الاعتبار للغة الأمازيغية التي خطط لإقبارها في الوقت الذي تخرجت أفواج منذ 2012 مقتدرة لها كفاءات لغوية وبيداغوجية متخصصة؟
خير مانختتم به هذا المقال رغم اننا ضحينا ولازلنا نعمل لإشعاع لغتنا كمغاربة وإنصاف اطفالنا الذين يعانون من الهدر المدرسي نطالب المسؤولين والوزارات حسب اختصاصاتهم نفض غبار التحايل وتبدير الأموال في مشاريع تكلف ميزانيات باهضة دون انتفاع التلاميذ منها لان البطالة متفاقمة والهدر المرسي في ارتفاع مهول والدليل على كل هذا التقارير التي خرجت بها منظمة اليونسكو والأمم المتحدة في الترتيب العالمي الذي اصبح يحتله المغرب والذي لايبشر بالخير …..

أحمد دهوز
استاذ الأمازيغية بمديرية تزنيت

رغم مرور أكثر من 17 سنة على ادماج الأمازيغية في المدرسة العمومية ، ورغم كون اللغة الأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011 ، إلا أن وضعيتها في المدرسة المغربية مازالت لم ترقى الى المستوى المطلوب. ففي ولاية بنكيران والعثماني أصبح تدريس اللغة الأمازيغية كارثي بامتياز ، اذ تزداد المشاكل والإكراهات أكثر فأكثر، فـأصبح أستاذ الأمازيغية يعاني كل موسم دراسي من مشاكل لا يمكن حصرها مشاكل تتعلق باستعمال الزمن وغياب الكتاب المدرسي وتكليفه بتدريس مواد أخرى ، اضافة الى مضايقات من طرف بعض مدراء المؤسسات التعليمية وبعض المفتشين والذين يرون من الأمازيغية قضية ايديولوجية لا أكثر. هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد أن مؤسسات الدولة تقصي الأمازيغية ولا تعطيها أية أهمية في مستجدات التربية والتعليم وآخرها تصنيفها في خانات المواد الثانوية في التدريس بالتناوب.
انطلاقا من ما سبق نستنتج أن لا شيء يمكن أن ينجح ورش تدريس الأمازيغية سوى الإرادة السياسية الحقيقية للدولة ومسؤوليها، فبهذه الإرادة أكيد سيتم تجاوز كل هذه الإكراهات والعراقيل.

محمد معين استاذ متخصص في تدريس اللغة الامازيغية
نائب رئيس جمعية اساتذة اللغة الامازيغية ورزازات

رغم المصادقة على القانون التنظيمي رقم 26.16 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفية إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية و استنادا الى المستجدات التي عرفتها المنظومة التربوية عموما و ورش تدريس اللغة الأمازيغية على الخصوص و

التي واكبت مخلفات جائحة فيروس كورونا و الوضعية الوبائية بالمغرب فإن وضعية تدريس اللغة الأمازيغية بالمدرسة المغربية غير مطمئنة و تطويرها رهين بإرادة سياسية قوية للحكومة أولا و لكافة الفاعلين السياسيين كل من موقعه ثانيا.
و حتى نكون منصفين فإن إرادة الفاعلين التربويين في إنجاح ورش تدريس اللغة الأمازيغية اتضحت من خلال مواكبتهم بقوة لعملية التعليم عن بعد خلال فترة الجائحة، و ذلك من خلال مشاركة كافة الأساتذة في عملية اعداد الدروس المصورة و التفاعل مع المتعلمين عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي و غيرها. و في هذا الصدد و على سبيل المثال يشارك أساتذة المديرية الإقليمية لورزازات في اعداد كافة الدروس المصورة للمستوى الخامس ابتدائي و التي ستبث على شاشات التلفاز.
و مع صدور دليل مستجدات المنهاج الدراسي للتعليم الإبتدائي خلال شهر يوليوز 2020 الماضي امتعض الأساتذة من عدم تخصيص حيز أهم للغة الأمازيغية في هذا الدليل و من تناقض ما جاء به الدليل و ما جاء في المذكرة 130في تحديد الغلاف الزمني الأسبوعي للأستاذ المتخصص في تدريس اللغة الأمازيغية و الذي حدد في 30 ساعة عوض 24 سابقا. و هو ما جعلهم يرفعون رسالة للسيد الوزير يوضحون فيها ما يعانيه مدرس اللغة الأمازيغية كمتخصص يدرس عدد هائل من المتعلمين قد يتجاوز 240 متعلما و متعلمة، مقارنة بزملائه المزدوجين الذين يدرسون عدد أقل بكثير. و مع بداية كل موسم دراسي يعاني مدرس اللغة الأمازيغية من صعوبة اعداد استعمال الزمن بتوافق مع زملائه، و غالبا ما يعاني من غياب أو تأخر توفير المقررات الدراسية للغة الأمازيغية ضمن المبادرة الملكية مليون محفظة، كما أن مدرس اللغة الأمازيغية ينظر إليه نظرة الدونية في البنية التربوية للمؤسسة من خلال تنقله بين القاعات، و تغييبه ضمن لائحة الأساتذة ببيان نتائج المتعلمين بمنظومة مسار، عطفا على وزنه التربوي بالمؤسسة كأستاذ، فخلال تواجد أستاذ اللغة العربية (الذي يدرس المستويات الدنيا) مثلا في رخصة مرضية قد يتغيب متعلموه الى حين عودته و كأن أستاذ الأمازيغية “ملح فوق الطعام”. إضافة الى غياب مفتشين متخصصين في اللغة الأمازيغية كما في باقي التخصصات. والغريب في الأمر أن أغلب المؤسسات التي يتواجد بها أستاذ متخصص واحد لا يعين بها الأساتذة الجدد ضمانا للاستمرارية البيداغوجية. فنجد أغلب المؤسسات على المستوى الوطني، و التي تدرس بها اللغة الأمازيغية، لا تتجاوز في الغالب الأعم المستوى الثالث. فما الجدوى إذن من تدريسها للمستويات الدنيا ؟؟؟
معيقات من بين أخرى لا يسعنا ذكرها في هذا المقام تحول دون إنجاح ورش تدريس اللغة الأمازيغية، و على الوزارة الوصية تحمل مسؤولياتها التاريخية في بلورة تصور واضح و صريح يروم تفعيل المقتضيات الدستورية و الحقوقية ذات الصلة بتدريس اللغة الأمازيغية باعتبارها لغة رسمية للدولة مقتضى الدستور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى